حزين يا وطــــــــــــــــــــن
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حزين يا وطــــــــــــــــــــن
حزينة انا يا وطن..
حزينة انا لما يجري هناك على ارض تعانق الريح وتفتح ابوابها مشرعة لتستقبل رائحة البارود والموت معا".حزينة انا لصمت التراب وبكاء المنابر على من رحل ومن سيرحل بين لحظة وأخرى.. فمن التالي يا ترى؟ ايكون أخي العائد من عمله في الميدان؟ ايكون طفلي خالد اللذي غابت عن ساحاته الدمى والألعاب فأمتطى غصنا" من شجرة ليكون فارسها؟ ام ترى تكون الجدة الجالسة على مصطبة البيت تنتظر عودة من خرج وتخاطب نفسها متسائلة ان كانت هذه ام فلان او اخت فلان؟ او ربما تكون طفلتي الراقدة في مهدها ترجو" لهّايتها" أن تحّن عليها بقطرات من حليب عجزت عن توفيره لها؟ أم يكون الجد العائد من المسجد تكاد منسأته تمل طول الطريق وكثرة وقوفه وأسئلته التي يطرحها على من عبر به؟ لماذا نسيت نفسي هل سأكون انا الضحية القادمة ؟؟هل سأرحل كما رحل غيري؟؟ لا .. لا.. اين سأترك طفلتي ولمن؟ ومن سيقوم برعاية اسرتي؟ يا رب اسألك ان تبعد شر هذه الأهوال عنا يا الله. آه ما أقسى ساعة الأنتظار.. ساعة عقيمة لا تلد في النفس الاّ الهزيمة..لكنني لن أهزم.. بأذن الله لن اهزم. هي لحظات وسيولد فجرا" جديدا" بأذن الله ..
عاد خالد أحمد الله انه عاد ... ما بك يا حبيبي ؟ هل أصابك مكروه؟ اين حصانك اللذي كنت تمتطيه؟ بسخرية أجابني: أتضحكين علي يا أماه ؟ عن أي حصان تتكلمين؟
= لا ..لا .. كنت أظنك تركب حصانا" بلون التراب وخرجت مسرعا كالبرق . فعلا" ظننته حصانا" حقيقيا". ربما لم تعرف انه كان حقيقيا".
= مابك يا أمي أنا كبير ولست صغيرا" حتى تضعي في مخيلتي مثل هذه الأشياء؟ اين أختي؟ لماذا لا تحملينها كعادتك ؟ أو لماذا هي ليست بجوار الجدة لتتشمس في الخارج؟
= اختك في مهدها تحاول ان تنام. ألا تريد ان تأكل شيئا"؟ منذ الصباح لم تأكل الاّ شطيرة من الخبز مع رب البندورة.. هل أحضر لك شيئا" يا حبيبي؟
= وهل عاد أبي يا أمي؟
= لا لم يعد بعد فنحن ما زلنا في انتظاره.
= اذن حين يعود سنأكل جميعا". جدي سيعود بعد قليل فقد التقيت به في الطريق. سأخرج الآن وأجلس مع الجدة الى أن يعود الجميع.
= حسنا" سأكمل عمل البيت ولكن ابق بجوار الجدة ولا تبتعد لا أدري لماذا يتملكني الحزن اليوم أكثر من أي يوم.
عاد الجد بعد طول محورات ونقاشات وأسئلة عن فلان وفلان وابن فلان و..و.. وضعت له كرسيا" صغيرا قبالة الجدة وعدت لأكمل عملي تاركة للجد نقل أحاديث وأخبار البلد للجدة فهو الوسيط الوحيد الذي تثق الجدة بأخباره , تسمع الأخبار منه ثم تسردها لباقي الجيران بكل فخر عما فعله ابن فلان وفلان من بطولات ضد الهمج اللذين يعيثون فسادا" في الممتلكات ويزهقون ألأرواح دون رحمة الاّ رحمة الخالق.
مضى الوقت..بطيئا" وبدأ الحزن يجتاح كل خلية في جسدي.. الجد في الخارج يسألني أما عاد فارس بعد؟لقد تأخر كثيرا"
= لا لم يعد بعد - كأنه كان ينقصني في هذه اللحظة تذكيرا" من الجد بعدم عودة فارس وتأخره عن موعده – أحس ان قلبي يريد ان يشق جسدي ويذهب بعيدا" باحثا عن فارس.. فارسي اللذي أحب وأهوى. هل أحضر الطعام؟ قلتها ولدي احساس بأننا لن نجتمع على هذه السفرة اليوم كعادتنا.
= لا يا ابنتي سيعود فارس ونأكل جميعا". تعالي وخذي ابنك وضعيه في الفراش فقد نام منذ لحظات . أخشى عليه ان يصيبه مكروه بلا غطاء. غطيه جيدا" يا ابنتي.
مضى الوقت وتلاه وقت ووقت وأوقات وما عاد فارسي ..ولم يتناول أحد منا لقمة طعام . الجد بدأ قلقا" لكنه كان يتحاشى ان يبدي قلقه أمامنا. الجدة تصر عليه أن يذهب ويسأل عنه كل من يعرفه.. لكنه رفض .. فارس ليس صغيرا" لأبحث عنه سيعود ان قدر الله له ذلك .. ظلّ الجد يكرر هذه العبارة وأنا اصبحت مثل من بدأت النيران تلتهمها تحس بلسعتها وحرارتها لكنها لا تستطيع اخمادها.
حـلّ الظلام وساد البيت صمت عميق الاّ من صوت طفلتي التي أحاول أن أهزها بشدة من كثرة توتري.. وعاد فارس...
لم استطع ا، أقف على قدماي حين عاد.. عاد محمولا" على أكتاف الرجال في جنح الظلام.. هل مات فارس؟ صرخت بأعلى صوتي ..و ..و هل هذه دماء فارس؟
خرّ الجد راكعا" يصلّي لله.. حزن عميق أعمق من ذاتي المنكوبة الآن لفّ المكان.. احتضنت طفلاي وشهقت بأعلى صوتي : منذ متى يا فارس منذ متى؟؟ ولأجل من ؟؟ الجدة تدعو وتوحد الله مرات ومرات .. تجهش بالبكاء تارة وتصبرني تارة أخرى..
توقعت أن يكون فارس قد انضم الى جماعة تعشق الأرهاب لكنّي حمدت الله حين علمت أن فارسا" كان يعظ الآخرين بعدم التعرض للدم الواحد مهما كانت الظروف والأسباب هذا ماكان يتمتم به أحد من حمله الى البيت. إذن فارس مات غدرا"؟؟؟ شهيدا"؟؟؟
هل لدم فارس ثمن؟ وماهو الثمن؟ أمزيدا" من النفوس المسحوقة بين س و ص؟ لو قتله العدو لقلت يا مرحبا" بالموت في لقاء العدو.. أما ان يقتل بيدنا نحن !!! قمة السخرية .. ولماذا؟ وعلى ماذا ؟ ومن أجل ماذا؟؟
سؤال صريح اضعه أمام من يستهويهم قتل ابناء جلدتهم لسبب يعتبرونه حفاظا" على الوطن.. ادعوكم ان تخرجو من هذا الوطن العصي على أمثالكم .. فنحن الوطن ..الوطن لي وله ولها ولجميع من يعرف قيمته ويقدس هويته فأن خسرت اليوم فارسا فمن أحشاء الوطن سيولد مليون فارس.
وما زلت حزينة أنا الى هذه اللحظة التي أكتب بها.
روبي
حزينة انا لما يجري هناك على ارض تعانق الريح وتفتح ابوابها مشرعة لتستقبل رائحة البارود والموت معا".حزينة انا لصمت التراب وبكاء المنابر على من رحل ومن سيرحل بين لحظة وأخرى.. فمن التالي يا ترى؟ ايكون أخي العائد من عمله في الميدان؟ ايكون طفلي خالد اللذي غابت عن ساحاته الدمى والألعاب فأمتطى غصنا" من شجرة ليكون فارسها؟ ام ترى تكون الجدة الجالسة على مصطبة البيت تنتظر عودة من خرج وتخاطب نفسها متسائلة ان كانت هذه ام فلان او اخت فلان؟ او ربما تكون طفلتي الراقدة في مهدها ترجو" لهّايتها" أن تحّن عليها بقطرات من حليب عجزت عن توفيره لها؟ أم يكون الجد العائد من المسجد تكاد منسأته تمل طول الطريق وكثرة وقوفه وأسئلته التي يطرحها على من عبر به؟ لماذا نسيت نفسي هل سأكون انا الضحية القادمة ؟؟هل سأرحل كما رحل غيري؟؟ لا .. لا.. اين سأترك طفلتي ولمن؟ ومن سيقوم برعاية اسرتي؟ يا رب اسألك ان تبعد شر هذه الأهوال عنا يا الله. آه ما أقسى ساعة الأنتظار.. ساعة عقيمة لا تلد في النفس الاّ الهزيمة..لكنني لن أهزم.. بأذن الله لن اهزم. هي لحظات وسيولد فجرا" جديدا" بأذن الله ..
عاد خالد أحمد الله انه عاد ... ما بك يا حبيبي ؟ هل أصابك مكروه؟ اين حصانك اللذي كنت تمتطيه؟ بسخرية أجابني: أتضحكين علي يا أماه ؟ عن أي حصان تتكلمين؟
= لا ..لا .. كنت أظنك تركب حصانا" بلون التراب وخرجت مسرعا كالبرق . فعلا" ظننته حصانا" حقيقيا". ربما لم تعرف انه كان حقيقيا".
= مابك يا أمي أنا كبير ولست صغيرا" حتى تضعي في مخيلتي مثل هذه الأشياء؟ اين أختي؟ لماذا لا تحملينها كعادتك ؟ أو لماذا هي ليست بجوار الجدة لتتشمس في الخارج؟
= اختك في مهدها تحاول ان تنام. ألا تريد ان تأكل شيئا"؟ منذ الصباح لم تأكل الاّ شطيرة من الخبز مع رب البندورة.. هل أحضر لك شيئا" يا حبيبي؟
= وهل عاد أبي يا أمي؟
= لا لم يعد بعد فنحن ما زلنا في انتظاره.
= اذن حين يعود سنأكل جميعا". جدي سيعود بعد قليل فقد التقيت به في الطريق. سأخرج الآن وأجلس مع الجدة الى أن يعود الجميع.
= حسنا" سأكمل عمل البيت ولكن ابق بجوار الجدة ولا تبتعد لا أدري لماذا يتملكني الحزن اليوم أكثر من أي يوم.
عاد الجد بعد طول محورات ونقاشات وأسئلة عن فلان وفلان وابن فلان و..و.. وضعت له كرسيا" صغيرا قبالة الجدة وعدت لأكمل عملي تاركة للجد نقل أحاديث وأخبار البلد للجدة فهو الوسيط الوحيد الذي تثق الجدة بأخباره , تسمع الأخبار منه ثم تسردها لباقي الجيران بكل فخر عما فعله ابن فلان وفلان من بطولات ضد الهمج اللذين يعيثون فسادا" في الممتلكات ويزهقون ألأرواح دون رحمة الاّ رحمة الخالق.
مضى الوقت..بطيئا" وبدأ الحزن يجتاح كل خلية في جسدي.. الجد في الخارج يسألني أما عاد فارس بعد؟لقد تأخر كثيرا"
= لا لم يعد بعد - كأنه كان ينقصني في هذه اللحظة تذكيرا" من الجد بعدم عودة فارس وتأخره عن موعده – أحس ان قلبي يريد ان يشق جسدي ويذهب بعيدا" باحثا عن فارس.. فارسي اللذي أحب وأهوى. هل أحضر الطعام؟ قلتها ولدي احساس بأننا لن نجتمع على هذه السفرة اليوم كعادتنا.
= لا يا ابنتي سيعود فارس ونأكل جميعا". تعالي وخذي ابنك وضعيه في الفراش فقد نام منذ لحظات . أخشى عليه ان يصيبه مكروه بلا غطاء. غطيه جيدا" يا ابنتي.
مضى الوقت وتلاه وقت ووقت وأوقات وما عاد فارسي ..ولم يتناول أحد منا لقمة طعام . الجد بدأ قلقا" لكنه كان يتحاشى ان يبدي قلقه أمامنا. الجدة تصر عليه أن يذهب ويسأل عنه كل من يعرفه.. لكنه رفض .. فارس ليس صغيرا" لأبحث عنه سيعود ان قدر الله له ذلك .. ظلّ الجد يكرر هذه العبارة وأنا اصبحت مثل من بدأت النيران تلتهمها تحس بلسعتها وحرارتها لكنها لا تستطيع اخمادها.
حـلّ الظلام وساد البيت صمت عميق الاّ من صوت طفلتي التي أحاول أن أهزها بشدة من كثرة توتري.. وعاد فارس...
لم استطع ا، أقف على قدماي حين عاد.. عاد محمولا" على أكتاف الرجال في جنح الظلام.. هل مات فارس؟ صرخت بأعلى صوتي ..و ..و هل هذه دماء فارس؟
خرّ الجد راكعا" يصلّي لله.. حزن عميق أعمق من ذاتي المنكوبة الآن لفّ المكان.. احتضنت طفلاي وشهقت بأعلى صوتي : منذ متى يا فارس منذ متى؟؟ ولأجل من ؟؟ الجدة تدعو وتوحد الله مرات ومرات .. تجهش بالبكاء تارة وتصبرني تارة أخرى..
توقعت أن يكون فارس قد انضم الى جماعة تعشق الأرهاب لكنّي حمدت الله حين علمت أن فارسا" كان يعظ الآخرين بعدم التعرض للدم الواحد مهما كانت الظروف والأسباب هذا ماكان يتمتم به أحد من حمله الى البيت. إذن فارس مات غدرا"؟؟؟ شهيدا"؟؟؟
هل لدم فارس ثمن؟ وماهو الثمن؟ أمزيدا" من النفوس المسحوقة بين س و ص؟ لو قتله العدو لقلت يا مرحبا" بالموت في لقاء العدو.. أما ان يقتل بيدنا نحن !!! قمة السخرية .. ولماذا؟ وعلى ماذا ؟ ومن أجل ماذا؟؟
سؤال صريح اضعه أمام من يستهويهم قتل ابناء جلدتهم لسبب يعتبرونه حفاظا" على الوطن.. ادعوكم ان تخرجو من هذا الوطن العصي على أمثالكم .. فنحن الوطن ..الوطن لي وله ولها ولجميع من يعرف قيمته ويقدس هويته فأن خسرت اليوم فارسا فمن أحشاء الوطن سيولد مليون فارس.
وما زلت حزينة أنا الى هذه اللحظة التي أكتب بها.
روبي
رد: حزين يا وطــــــــــــــــــــن
مشكووووووووووووووووووووووووووور خي يوسف يا غالي ربي يوفقك
اسير الشوق- عضو مميز
-
عدد الرسائل : 101
العمل/الترفيه : طالب
Personalized field :
تاريخ التسجيل : 19/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى